أخبرت والدتي عن فكرتي للبدء بسلسلة في مدونتي، وأخبرتها أيضاً عن عنوانها: امرأة قوية، مجتمع قوي. “لماذا قوية؟” سألتني بعد أن قالت بأن العنوان غريب، مضيفة، “امرأة واعية أفضل.” نظرت إليها للحظة ثم، وككل مرة أتحدث عن أمر أكون شغوفة به، أخذت نفساً لأستعد للشرح بأفضل درجة صوت أمتلكها، وبلهجة واثقة قلت أن المرأة تحتاج أن تكون قوية.. قوية لتكسر الضغوط التي تحيطها لتحقيق أحلامها؛ بالإضافة إلى أن النساء لا ينقصهن عقل ليكنَّ واعيات ومتزنات.
في كل مكان وزمان، عانت المرأة ولا تزال تعاني من الكثير من العقبات، وحتى يومنا هذا لا وجود لدولة ولا لشعب في هذا العالم حيث لا تجد النظرة الدونيّة للمرأة وتهميشها والحدِ من فرصها. دائماً للأسف توجد هذه الضغوط الإجتماعية التي ترسم طريقاً محدداً للمرأة لتسلكه وكأنه واجب لا يجوز الإنحراف عنه ولا يصح البحث عن تجارب وفرص أخرى. هناك العديد من الجهود التي تبذل وتختلف مستوياتها من مكان إلى اخر وهي تحاول منح القوة والفرص المتنوعة للمرأة، وتشجعها على الإبداع في المجالات التي تحبها وتريد صنع اسم وسمعة حسنة من خلالها. وهذه الجهود قادمة من المرأة عادة، فهي التي تعرف قوتها وقدراتها، لأنه في نهاية المطاف، المرأة هي التي تفهم المرأة.
وبما أنني تكلمت عن جهود مساعدة المرأة، وبأن هذه الجهود قادمة من المرأة نفسها، يجب أن أوضح بأن أول -وفي نظري أشد- عقبة تقف في وجه المرأة هي ليست المجتمعات، بل هي المرأة نفسها. المرأة هي التي وضعت الحدود لنفسها منذ القدم، وفضلت أن تسلك الطريق الذي تم اختياره لها دون أن تتوقف للحظة وتسأل نفسها ما الذي تريده وما الذي سوف يثلج صدرها في المستقبل. يجب أن تعرف المرأة أنها مثل أي إنسان اخر، قد ميزها الخالق بفكر مستقل يستطيع التمييز ووزن خياراته واختيار طرقاته بنفسه. عندما تتوقف عن كونها عقبة في طريقها تكون هكذا قد خطت أكبر خطوة نحو أهدافها. بالإضافة إلى أن المرأة تحتاج المرأة، وأنا مؤمنة بأن اتحادهن وتماسكهن سوف يشكل فرقاً.
لن أتكلم عن طبيعة المرأة، قد أكون امرأة ولكنني أمثل نفسي فقط، وما أفعله لا يعني أنه ينطبق على بنات جنسي كما لا ينطبق على بني البشر أجمعين. كل امرأة لها شخصيتها واهتماماتها الفريدة، وبعضهن يردن أن يكن بيتاً لرجل وعائلة لأطفال وأخريات يجدن أنفسهن في العمل لتحقيق طموحات مختلفة وبذل جهدهن لخدمتها، وقد يكون كلا الإثنين. إن للمرأة فكراً واسعاً وملوناً، وهذا حكم أطلقته استناداً على الفتيات اللاتي أتعامل معهن، ولا أعتقد بأن أحداً يستطيع إنكار هذا فالمرأة عاشقة للجمال والتفاصيل، لهذا هناك العديد من الفرص التي سوف تتوفر لها إذا سخرت هذه الميزات التي ميزها الله بها لنفع نفسها ومجتمعها.
في هذه السلسلة سأستعرض بإذن الله أسماء نسائية برزت في مختلف الأوقات والأماكن والمجالات. هؤلاء النسوة أبطال، فهم لم يتفوقوا فقط في مجالاتهم فحسب، بل قد تغلبوا على الضغوط الإجتماعية وأي امرأة سوف تفهم كم هذا الأمر عظيم لقوة هذه الضغوط. أمنياتي الخالصة أن تلهم صاحبات هذه الأسماء أخواتي، وأن يثقن أنه لا أمر خاطئ بالسعي نحو أهدافهن. اخترت هذا العنوان: امرأة قوية، مجتمع قوي، لأني مؤمنة بأن قوة المرأة في النهاية سوف تنتج في قوة المجتمع، فهي المربية والمعلمة الأولى ولا تكون زراعة المفاهيم الصالحة والحسنة إلا من خلالها، وهذا وحده مسؤولية كبيرة وعظيمة لا يستطيع أحد أن يملأها سواها. المرأة عظمة وشرف وقوة أولاً، ثم جمال وحسن.
لنتحدث قليلاً عن شعار السلسلة، الذي أخذ التفكير به وقتاً نظراً لحيرتي العميقة لأنه سوف يقدم مفاهيماً حول المرأة بشكل عام، لهذا علي أن أنتقي المفاهيم بشكل مناسب. لحسن حظي تذكرت موقعاً عرفته من صديقة يشرح المفاهيم والنظرات حول العناصر والرموز والأشياء، ومنذ ذلك الوقت وأنا أريد تجربته فقلت في نفسي إن هذه هي الفرصة المناسبة! وبعد تجول في أرجاء الموقع وصلت إلى معاني الورود والأزهار، واعتقدت بأن فكرة استخدام زهرة ستكون لطيفة وبالأحرى مثالية، بالإضافة إلى أنني قرأت عن معاني الأزهار بشكل عام، وكانت رمزاً للولادة والنمو والتماسك. وقعت عيني على زهرة الفاوانيا المبهرة ببتلاتها الكثيفة عندما كنت أقرأ عن معاني الزهور في الحضارة الصينية. تصنف الفاوانيا كأكثر الأزهار أناقة وجاذبية، ويسميها الصينيون بـ"زهرة الغنى والشرف"، وترمز إلى الكرامة والنبل والقيمة العالية، وعندما يكتمل إزهارها ترمز إلى السلام. هذه المعاني عظيمة، وأن تستشعرها المرأة بعمق ستصبح لها مصدراً للقوة، لأننا عندما نعرف قيمتنا الحقيقة نكون واثقين من أنفسنا ومن قدراتنا.
لنتحدث قليلاً عن شعار السلسلة، الذي أخذ التفكير به وقتاً نظراً لحيرتي العميقة لأنه سوف يقدم مفاهيماً حول المرأة بشكل عام، لهذا علي أن أنتقي المفاهيم بشكل مناسب. لحسن حظي تذكرت موقعاً عرفته من صديقة يشرح المفاهيم والنظرات حول العناصر والرموز والأشياء، ومنذ ذلك الوقت وأنا أريد تجربته فقلت في نفسي إن هذه هي الفرصة المناسبة! وبعد تجول في أرجاء الموقع وصلت إلى معاني الورود والأزهار، واعتقدت بأن فكرة استخدام زهرة ستكون لطيفة وبالأحرى مثالية، بالإضافة إلى أنني قرأت عن معاني الأزهار بشكل عام، وكانت رمزاً للولادة والنمو والتماسك. وقعت عيني على زهرة الفاوانيا المبهرة ببتلاتها الكثيفة عندما كنت أقرأ عن معاني الزهور في الحضارة الصينية. تصنف الفاوانيا كأكثر الأزهار أناقة وجاذبية، ويسميها الصينيون بـ"زهرة الغنى والشرف"، وترمز إلى الكرامة والنبل والقيمة العالية، وعندما يكتمل إزهارها ترمز إلى السلام. هذه المعاني عظيمة، وأن تستشعرها المرأة بعمق ستصبح لها مصدراً للقوة، لأننا عندما نعرف قيمتنا الحقيقة نكون واثقين من أنفسنا ومن قدراتنا.
تدوينتك جميلة حبيت أسلوب كتابتك كما أن المحتوى ليس بالطويل الممل ولا القصير المقتضب
ردحذفمتحمسة جدًا لقصص الأبطال فهي بالتأكيد ستكون ملهمة لنا
وفعلًا مشكلة المرأة أولًا هي نفسها والخوف من الرفض أنا أعاني من هذا أيضًا لكن بإذن الله سأتعدى هذا
أحببت أيضًا طريقة انتقائك للشعار أحببتها جدًا
كل التوفيق إليك يا أخيه
امرأة قويه مجتمع قوي ..
ردحذفشعار مُعبر جدا ً و يوصل معاني حقيقيه و صادقه ، فعلاً للمرأه كل الأثر على مجتمعها فهي من اهم ركائز الأسره ، و لها التأثير الأكبر على الأبناء ان كانت أماً
ألاحظ كثير أن الأم لها تأثير اقوى من الأب على أبناءهم بحكم دورها في التربيه و الاحتواء ، فهي بطبيعتها اكثر صبراً و اقدر على التفهم و الحلم معهم ، بينما الاب عليه جلب الرزق و توفير احتياجات الحياه اكثر ، للمرأة تأثير ملحوظ على الاسره ليس كأم فقط بس حتى الاخت و غيرها .. و شعارك جداً رائع ، فعلاً المرأه القويه تثمر مجتمع قوياً ، متحمسة جداً للسلسله و اعلم يقيناً انها ستكون سلسله متميزة و محفزه و مليئه بالإلهام ، الإلهام الذي يحتاجه الكثيرين !
و احببت جداً المعلومات عن زهرة الفاوانيا و اختيار موفقك ، ملهم مقالك و ملهمة انتي يا ايكا استمتعت جداً بمقدمة السلسلة ، و انتظر النساء اللاتي ستتذحدثين عنهن بكل حماسه و ترقب ، اسأل الله أن يبارك في جهودك و يحلي لك الأيام يا صديقتي .
في أمان الباري
جولزا
احترت بالتعليق ...
ردحذفاعتقد اننا الآن في زمن صحوة نسائية الحمد لله ، ساعدتنا الظروف المحيطة في الاعتماد على نفسنا أكثر ، وقللت من إعتمادنا ع الذكور ..
متحمسة للسلسلة .. ❤