الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

مذكرات: رواية عزازيل

إقتربت كثيراً من الصفحات الأخيرة من هذه الرواية الأخاذة. مع أن القصة تميل إلى البساطة، إلا أن مشاعر الراهب هيبا -بطل الرواية- التي تتخلل صفحاتها، تجعلها حماسية وجذابة! أغوص في أعماق صدره وفكره وآلامه، وأشعر بأنني أشاركه روحه في الحقيقة.. هذا كله من مهارات الكاتب العظيمة وانتقائه للتعبيرات والجمل الجميل. أسلوب الكاتب مذهل، وكأنني أشاهد لوحة فنية تتجمع فيها كل آفاق الجمال؛ أشعر بالحقبة التاريخية والمكان القديم خلال كلماته. أكره إنهاء هذه الرواية كثيراً.

أشعر بإرتباط وتشابه كبير بيني وبين الراهب هيبا، مع أن طبيعته تميل إلى الجبن في نظري، فهو يريد قضاء أيامه بهدوء بعيداً عن الضجة ومصائب الحياة. ولو كنت تعرفني فسترى أنني نوعاً ما عكس هذا فأنا كثيراً ما أكتب عن المشاكل والظواهر وأي موضوع في الحقيقة، وأحب النقاش فيها وإيصال كلمتي إلى الناس؛ بإختصارٍ فأنا باحثة عن "الحياة." ولكن جزءاً مني لا يريد هذا، فهذا الجزء يتمنى العيش بعيداً عن ضجة هذا العالم، ويريد أن يتفرد بنفسه بهدوء؛ إلا أنني أشعر بأن علي الانصياع إلى قوانين عصر السرعة هذا لأن الكثير من المشاكل والأشياء تتخلل هذه الأوقات، وفي نفس الوقت حب وطني وأهلي لا يفارقني وأريد أن أراهم سعيدين وهانئين من غير مشاكل وعوائق.

قراءتي لهذه الرواية جعلتني أتفكر كثيراً في هذا الجزء فيّ الذي قد نسيته منذ زمن. إنني أشارك هذا الراهب في أمنياته إلى حدٍ ما، بالرغبة في "أن ينهي سنوات حياته الآتية بلا آثام، فيرتقي بخفة الروح الطاهرة إلى السماوات، حيث تتلألأ أنوار المجدِ الإلهي.." إلا أن مثل هذه الأمنيات محدودة على الأقوام من الماضي والتاريخ القديم، لأن حياتهم لم تكن بالتعقيد الذي نعيشه الآن.. ربما أن هذا سبب لحبي الكبير للتاريخ. في النهاية، الحياة لا هدوء فيها فهي متغيرة ومن المستحيل أن تخلو من الضجة، وليس على البشر إلا القبول بهذه الضجة ومواجهتها دون اللجوء إلى أحلام مستحيلة بالخلو بالنفس والهدوء. فحتى لو كنت أحلم بهذا، فأنا أعلم بأنه مستحيل، وبالعكس أنا متوجهة نحو هذه الضجة ومستعدة لإستيعابها، فهذه هي الحياة الدنيا في النهاية.

هناك تعليق واحد:

  1. حمستيني لها ، بإذن الله تكون ضمن القائمة ..❤

    ردحذف