الاثنين، 21 ديسمبر 2015

مقالات الجامعة: رحلتي الفكرية

السلام عليكم،

بما أنني بذلت جهداً في كتابة مقالات الجامعة، فأنا لا أريد أن تكون فقط للجامعة لتقرأها ثم تطوى وتنسى. قررت أن أشاركها هنا لعل البعض من مَن يريدون تطوير لغتهم الإنجليزية وأسلوب كتابتهم يستفيدون، أو لتتعرفوا علي أكثر ببساطة. هذه المقالات مطلوبة للتسجيل في الجامعات في أمريكا، إلا أنني لا أعتقد بأنها مطالبة من الطلاب الدوليين الذين لم يتخرجوا من ثانوية أمريكية (أنا سأتخرج من ثانوية أمريكية في نهاية مايو). هناك ثلاث مقالات، والأخيرة خيارية ولم أكتب عنها نظراً لضيق وقتي وإنشغالي. سأشارك بعض القطع والفقرات من هذه المقالات وليست كلها.


نبدأ بالمقال الأول، والذي كان من المطلوب الكتابة عن موقف أو حدث حيث تعاملت مع أشخاص أجانب وأصحاب أفكار مختلفة عني، وكيف شعرت في البداية، متبوعاً بالتغييرات النهائية. كتبت بطبيعة الحال، عن مجيئي لأمريكا.

Something the movies did not teach me was that the United States was constituted of a variety of cultures and religions. People from various backgrounds lived here, thus an awareness of race and beliefs that I have not encountered before existed. As I grew older, this awareness started to make more sense to me, which made me realize the normal life I wanted before was limited to certain values and traditions.

في هذه الفقرة عبرت عن عدم معرفتي المسبقة بحجم التنوع السلالي والثقافي الذي كان يكون الولايات المتحدة في الحقيقة. ونظراً لهذا التنوع، كان هناك نوع من الإدراك بين الناس بالمعتقدات والثقافات لم يسبق لي وأن صادفته من قبل، لأنني عشت في مجتمع يحمل نفس الديانة والثقافة، على عكس الولايات المتحدة التي هي ديار يهاجر إليها الناس منذ القدم. في البداية، لم أفهم هذا الإدراك، ولكن عندما فهمته وأدركته عرفت بأن الحياة أكبر وأوسع مما كنت أتصور.

إلا أنني قبل أن أفهم هذا الإدراك، كنت في حالة من الصدمة لهذا التغير المفاجئ الذي طرأ على حياتي. كنت طفلة خائفة من هؤلاء الأجانب المحيطين بي، ولم يكن هناك أحدٌ عربي في عمري لألجأ إليه بحثاً عن الألفة. أصبحت وحيدة جداً وبعيدة عن الناس والعالم.

But I was wrong in thinking that the life I had was miserable and unfortunate. There is a popular saying we have, “The good is within what God chose.” Therefore, people must always have faith and be optimistic because life is changing constantly in which nothing will remain forever. The distance I felt from the world made me comprehend that I was an independent person who was meant to be different from everyone else, even from those old friends of whom I was jealous. The world is endless, and there are countless people with diverse viewpoints and experiences I could learn from, which will open new doors of opportunities and possibilities about which I will never dream. After all, there is massive knowledge and wisdom everywhere that should not be ignored.

طرأ تغيير جديد في حياتي وفكري بعد فترة، لأنني تعلمت واعتدت على المعيشة في أمريكا. كنت مخطئة بإعتقادي بأن حياتي استحالت إلى جحيم لا نهائي، وبعدم تفكيري بأن الخيرة فيما اختاره الله.. فهذه المقولة تزرع الطمأنينة في النفس؛ والحياة أيضاً متغيرة، وما بعد الحزن إلا السعادة والفرج. تلك الوحدة علمتني بأنني شخصٌ مختلف وذو فكرٍ مستقل عن الأخرين، وتعلمت بأن العالم فسيح أكثر مما كنت أتصور، وهناك الكثير من الفرص المتاحة لو ننتبه وندرك لكل تلك الحكمة والمعرفة حولنا. 


المقال الثاني، والذي كان عن مشكلة أو عائق صادفني وماهي المصادر والمهارات التي استخدمتها لحل هذه المشكلة.

What I find beautiful and wise about life is that it is balanced. As much happiness and fortune as there is in one hand, there is an equal amount of conflict and sadness in the other. Without difficulties we could have not achieved the developments we are experiencing in our modern time; as for having a problem encourages people to learn more in order to overcome it. I have faced many hurdles in my life that helped shape me to be the person I am proud to be today.

بدأت المقال بالتحدث عن المشاكل وكيف أن الحياة متزنة ما بين الإيجابية والسلبية. الإنسان لم يكن ليتعلم ويتطور ويصل إلى ما وصل إليه لو لم يواجه المشاكل والعوائق في طريقه، فالمشاكل تشجع الشخص على القراءة والبحث ليجد حلاً، وفي النهاية يكون قد تعلم شيئاً جديداً. صادفت الكثير من المشاكل التي غيرتني وجعلتني فخورة بما قد وصلت إليه.

المشكلة التي تحدثت عنها كانت الوسواس القهري الذي واجهته في بداية سنوات مراهقتي، وكان أصعب ما فيه هو إدراكي بأن كل هذه الوساوس سخيفة وغير منطقية؛ ولكنها في النهاية تسيطر علي وتغلبني.

For the other part, it was my passion about reading. I believe reading is the tool for solving problems and conflicts, because the authors are sharing their experience and knowledge about some things we never encountered before. I read about not just OCD, but about many mental illnesses, and I found connections and relations between them. People who have a mental illness are being driven by their thoughts and concerns. Listening to one’s self will make them feel better, but after all it is just momentary. Eventually, the concerns and fears will build up, and the person is not going to be able to stand it anymore. I feared that end, so I worked hard to recover and face my concerns.

سبقتْ هذه الفقرة أحد الطرق التي ساعدتني في الشفاء من الوسواس، وفي هذه الفقرة طريقة أخرى، وكانت القراءة. منذ صغري، كنت أعشق الكتب وأمنحها ثقة كبيرة، لأنني مؤمنة بأن القراءة هي حل للعوائق والمشاكل، فالكتاب يشاركون خبراتهم التي لا نحملها، وبقراءتنا نكون قد استفدنا من هذه الخبرات دون الحاجة لخوضها. قرأت عن الأمراض النفسية بشكل عام وتعلمت أنها متصلة ومتشابهة، وبأن على المصاب أن يكون قوياً وشجاعاً ويواجه مخاوفه، وبأن اتباع هذه المخاوف سيؤدي فقط إلى لحظات زائلة وفانية من الإطمئنان.

As a result, now I am fully recovered and feeling great about that experience which changed me and made me want to help others. Now I have a passion about empathic listening, and I learned the benefits of it. Talking and expressing emotions and concerns so they would not develop and cause even more suffering is something I always encourage my friends to do. I try my best to convey the feelings of caring and thoughtfulness to them so they would open up and talk about their troubles and problems. It makes me feel happy that I can provide help for others just by listening to them and giving them advice.

ختمت مقالي الثاني بالتغييرات التي حدثت في حياتي، وكيف أن لي الآن شغف بالإستماع إلى الناس ومشاكلهم ومساعدتهم. تعلمت بأن التحدث والتعبير عن ما يقلق ويخالج النفس يساعد ويخفف الأثقال من على الصدور، فاحرص على مشاركة ما يتعبك، وتذكر بأنه ليس من الضرورة أن تتلقى النصائح من الطرف الاخر، بل فعل التحدث أو "الفضفضة" نفسه كافي لحل بعض المشاكل.


أتمنى أنكم استفدتم من رحلتي الفكرية وكيف تغيرت من مرحلة إلى أخرى؛ ففي النهاية الإنسان يتعلم ويكبر كل يوم، ويجب أن يدرك هذه الحقيقة ويستفيد منها ليزداد حكمة ومعرفة. والسلام عليكم.

هناك تعليق واحد:

  1. جميلة جداً وبسيطة ، اتوقع لو تجربين تكتبين لك مذكّرات انجليزية مادام عندك ذوق أدبي جميل ، ممكن تنشرينها في يوم .. ❤

    ردحذف