رسالة إلى حلمي الجميل

حلمي الجميل،

اعذرني أيها الحبيب، فأنا لم ألحظ وجودك من قبل

لا تعكف حاجبيك باستياء، فأنا ساهية غافلة عن محيطي.

عندما كلمتني للمرة الأولى أخذتني المفاجئة والصدمة بعيداً

فلجمالك طغيان كبير لا أعرف كيف لم أتبينه

ضربت جبهتي لأتدارك وأجمع نفسي المتشتتة في جنبات المكان

وركزت بصري وحواسي عليك حتى لا تضيع، أو أضيع.

إلا أنني عندما أعود إلى المنزل أنسى ملامحك..

لماذا يا ترى؟

أتخيلك مراتٍ عديدة بتفاصيل مختلفة؛ أفتش عن الوجه المناسب، أو الأقرب

أحياناً أفلح، وفي الأغلب لا.

ولكنني غير مهتمة بهذا، فإنني أحب مظهرك فقط وليس روحك 

قد نكون نجلس معاً، إلا أن مسافاتٍ كبيرة تفصل قلوبنا

فماذا تعرف عني؛ غير فمي الذي قل ما يلفظ الكلمات؟ وماذا أعرف عنك؛ غير ابتسامتك الآخاذة؟ 

ولكنني مهتمة بهذا، وأريد لتلك المسافات بيننا أن تقصر

لربما سأستطيع تذكرك جيداً فيما بعد.

أجل، إنني مهتمة. لا تنظر إلي بإستغراب، فأنا مهتمة بك كثيراً.. أكثر وأبعد من أن يتصور خيالك السخيف المحدود

إنك أنت الغافل، ولست أنا

كلكم غافلون.

لكن أتعلم.. إنك لست الأول الذي يجذبني جماله

أجد الكثير من الجمال حولي، وأتأمله من بعيد

لا تستغرب هذا، فأنت تعلم بأنني فنانة، والفنان محب وعاشق للجمال

الحياة تفرقنا في النهاية، وأنسى مقابلتهم تماماً

كما سيحدث معك يا عزيزي.

حلمي الحبيب،

لا أعلم ما المميز والإستثنائي فيك ليجعلني أكتب هذه الرسالة التي يكمن مصيرها في الظلام

فإنك ستكون ككل أحلامي الأخرى

غير قابلٍ للتحقق، ومصيرك في طيات النسيان.

ما اسمك بالمناسبة؟

*الصورة من تصميم PanZerkorps