الخميس، 26 نوفمبر 2015

حديث أم كِتابة


كنت أبحث عن آذانٍ صاغية، لأفرغ فيها كل الأثقال والهموم التي لا تفارق صدري
إلا أنني لم أجد تلك الآذان، ووجدت بدلاً عنها الحقيقة الكئيبة عن البشر..
إنهم لا يحبون الإستماع إلى المتحدث، بل يريدون أن يكونوا هم المتحدث
لا يحبون أن يستمعوا إلى يومك، بل يريدونك أن تستمع إلى يومهم مهما كان سخيفاً
فهم فقط.. يحبون التحدث عن أنفسهم.
أنانيون.
اعتقدت هذا في البداية، إلا أنني تغيرت لأجلهم
أصبحت الآذان الصاغية لكل ما يتفوهون به، أكان مهماً أو لم يكن، فقط سأستمع بدون مقاطعة
وأيضاً، سأحتفظ بآرائي وأحكامي لنفسي.
في الحقيقة أعجبني هذا كثيراً، وكان نوعاً ما غامضاً، لأنني أتعلم عنهم أشياءاً لا يدركونها فقط من خلال كلماتهم
أما أنا، فهادئة ومجهولة بالنسبة لهم، ولا يعرفون من أكون وماذا يجول في بالي
ولكننا لسنا في فلم أو رواية.

شعرت بالملل في النهاية.
كانوا يتكلمون طوال الوقت، حتى أنني نسيت أن أتكلم..
نسيت كيف أتكلم.
أشياء كثيرة تجمعت فيّ خلال تلك الأوقات، كلماتٌ وجملٌ وأشياء أجهلها
وأجهل أيضاً طريقة إخراجها.
أحاول فتح فمي، ولكن الكلمات ترفض الخروج بالطريقة التي أريدها
فأفضل إغلاقه.

أتكون الكتابة سبيلي الوحيد؟ 
أهذا ما يجعل الكاتب كاتباً يا ترى؟
أنسي الكُتاب كيف يتكلمون؟

هناك تعليق واحد:

  1. ماندمت على السكوت مرة ،، لكن ندمت على الكلام مرارا

    قلة الكلام نعمة من الله ، الثرثرة تقلل من قيمة الإنسان .. الفضفضة لله ثم للأخت أو للورق فقط .. ❤

    ردحذف