الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

كتب أثرت فيّ | تعاون #عصفور_النافذة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذه التدوينة جزء من تعاون #عصفور_النافذة، وهو من إنشاء مشروع نافذة المدوِّنات. وقد شاركت فيه مجموعة من المدوِّنات إلى جانبي، وتجدون رابط فهرس التدوينات في آخر التدوينة.

دونت عن أكثر ٣ كتب تركت أثراً كبيراً في نفسي؛ بعضها أثر فيّ كثيراً لدرجة أنه غير بعض مفاهيمي، وزرع جذوره في نفسي وبنى شخصيتي.



ظلالهم لا تتبعهم لهديل الحضيف

مجموعة قصصية



لو كنتم قرأتم تدويناتي الأولى في هذه المدونة، فسوف تعرفون عن هذا الكتاب وعن أهميته الكبيرة التي اجتاحت فترتي طفولتي ومراهقتي. كان هدية من أختي الصغيرة قبل سنوات بعيدة. أعتقد بأنها قرأت العنوان ولم تفهمه لذلك أحضرته لي، وأخبرتني أنها شعرت أنه يناسبني؛ أنا كذلك لم أفهم المعنى عندما قرأته في الحقيقة، ونسيت كم كان عمري في ذلك الوقت. تصفحته ولم أفهم القصص، لكنني شعرت بأن شيئاً مهماً يكمن في صفحات هذا الكتاب. 

لاحقاً عندما كنت في المتوسط، أصبح هذا الكتاب رفيقي في أحد أكثر الأوقات المظلمة في حياتي. شعرت بأن هناك اتصالاً بيني وبين كاتبته، وقد لمس الحزن قلبي عندما عرفت بأنها قد توفيت منذ زمن رحمها الله. لطالما سألت نفسي: من أين أتت هذه المشاعر والقصص؟ أكانت هديل يا ترى تشعر بكل هذا؟ 

لن أبالغ إن قلت بأن هذا الكتاب هو جذور حبي للكتابة والأدب، فهو من أول الكتب التي قرأتها وقد وجدت أجزاء من نفسي من خلاله وإن كنت غير مدركة لهذا في ذلك الوقت.


 The Glass Castle by Jeannette Walls

A memoir



بطبيعة الحال ستكون أكثر الكتب تأثيراً هي المذكرات والسير الذاتية في رأيي، فهي تحكي عن مشاعر قد أحستها قلوب بشر حقيقيين قد عاشوا أو لا يزالون يعيشون في هذا العالم؛ ولسبب ما تثير هذه الفكرة في قلبي الكثير من الشغف.

قرأت هذه المذكرات بعدما نصحتني بها أحد المعلمات، وقد كانت أول مذكرات أقرأها. تحكي الكاتبة عن حياتها واخوتها مع والديها عديميّ المسؤولية، وكما وصفوا في خلفية الكتاب بـ "dysfunctional"، وقد أضحكني هذا الوصف في الحقيقة، لأن تلك المرة كانت الأولى التي أرى فيها هذا الوصف يستخدم بهذه الطريقة؛ وقد كان واقعياً.

عانت الكاتبة من الكثير من المصاعب خلال تنقلهم المستمر، وقد كانوا يعانون كذلك من الفقر. أحببت كثيراً والدها مع أنه كان طفولياً وغير مسؤول، ولكن وجدت حلمه في أن يبني قلعة زجاجية جميلاً لسبب ما. بكيت في النهاية.. وقد كانت أول مرة أبكي خلال قراءة كتاب؛ إنها قصة حقيقية في النهاية.


رحلة جبلية رحلة صعبة لفدوى طوقان

سيرة ذاتية



أنهيت هذه السيرة قبل فترة قصيرة، لذلك مشاعري حولها لا تزال واضحة. لقد كانت في الحقيقة أكثر كتاب جعلني أفكر: أفكر في نفسي وأشخاص حولي. هذا جزء من جمال السير الذاتية، فبواسطتها نطلع على تركيب البشر النفسي للكاتب وكيف وصل إلى ما وصل إليه، مما يجعلنا نقارنهم بأنفسها وحتى بالناس الذين نعرفهم.

في الجزء الأول من السيرة، أبدعت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان بتصوير معاناتها، ودمعت عيوني في عدة مواضع. معاناتها متكررة، وتشبه معاناة الكثير من النساء. حرمت من الدراسة، وحبست في البيت، وقابلت الكثير من السلبية من قِبل أهلها، وقد أثر هذا بشكل كبير على شخصيتها وشعرت بأنها ضعيفة وعاجزة ضد الحياة. لكن مهما اعتقدت أنها ضعيفة وعديمة الحيلة، فأشعارها لا تزال تعيش بقوة حتى اليوم.

شعرت باتصال كبير، وربما تام، معها عندما تعبر عن حبها لكتابة الشعر، وقارنته بحبي لكتابة الروايات. شغفنا كان متشابهاً وإن كانت المجالات مختلفة. وحتى العاطفة المفرطة التي نسكبها في أعمالنا متشابهه، وإن كان لكل من هذه العواطف سبب واتجاه آخر. ومع أن جوهرنا كان واحداً بنظري، إلا أننا اختلفنا كثيراً بمعاناتنا وبردة فعلنا تجاه الحياة.

ذكرتني فدوى كذلك بشخص أعرفه؛ ومع أننا لم نتكلم مع بعضنا منذ فترة، إلا أنني شعرت بأنني أقرب إلى ذلك الشخص واستطعت فهمه أكثر. إنني لم أعطي مشاعر ذلك الشخص الأهمية التي تستحقها، فبعد ما تعلمت عن هذه المشاعر من خلال فدوى، شعرت بأن علي أن أغير تفكيري تماماً وأن أعامل ذلك الشخص بطريقة أخرى تلاءمه. وبشكل عام، أدركت بأن بعض المفاهيم التي أحملها قد لا تكون واقعية لكل البشر، وسيكون هناك أشخاص مختلفين بالتأكيد. تعلمت الكثير والحمدلله على هذه الفرصة الرائعة.


أكون هنا وصلت لختام التدوينة. أتمنى أن تكون أعجبتكم، ولا تنسوا تفقد تدوينات أخواتي المدوِّنات ضمن هذا التعاون من هنـا.

ولتتعرفوا على تعاون #عصفور_النافذة أكثر وتشاركوا باختيار المواضيع مستقبلاً تفضلوا من هنـا.

هناك 10 تعليقات:

  1. تدهشنا الكتب أشد دهشة حين تترجم ما في نفوسنا، تترجم ما تعجز كلماتنا أن تصفه، وبدلًا من أن نجد أنفسنا عالقين في عالم الكتب نكتشف أن ذلك العالم جزء منا ومما يجول في خواطرنا!
    وهنا أستذكر غيوم ميسو حينما عزز فكرة أن القارئ يشارك في كتابة الرواية في روايته "فتاة من ورق".

    شوقتيني لقراءة ما ذكرتي من كتب تحديدًا الكتاب الثاني، شكرًا لكِ كان وقتًا جيدًا :)

    ردحذف