الجمعة، 19 فبراير 2016

سمات ومفاهيم تحتاجها في حياتك


مهما بدت لك سنوات عمر الإنسان أكانت قصيرة أو طويلة، فهذا غير مهم إن لم تستفد منها بشكل فعال ومناسب لإرضاء ربك ثم نفسك. ستبقى هناك أوقات ضائعة وغير مرضية، فهكذا هي الحياة. إلا أن هذا يدفعنا لتعلم أساليب مختلفة للعيش والتأقلم مع الناس والمجتمع حولنا، لتحفظ لنا أوقاتنا وفي نفس الوقت نشعر بالرضى والسعادة عن أنفسنا. إن هذا صعب جداً، فمهما كنت سواء مشغولاً أو عاطلاً، التعامل مع كل شيء شاق ومعقد. أينما كنت في هذا العالم، ستواجه الكثير من الجدران أمامك، وستعطل سير حياتك. تختلف هذه الجدران، وكل ما كانت شاهقة وقوية، كل ما زدت حكمة؛ لهذا، لا تكره هذه الجدران، فهي خير معلم لك، واستفد من وقتك ومما تتعلمه منها. تختلف طريقة تعامل كل شخص مع هذه العقبات، فالبعض قد يولونها ظهورهم ويعودون، واخرون سيجلسون ويفكرون، وغيرهم قد يغضب ويختار خيارات غير حكيمة. خلال طريقك الطويل، ستحتاج إلى صقل شخصيتك وفكرك لتتناسب مع أحلامك ومع طريقة تعاملك مع هذه العقبات.

(واهجرهم هجراً جميلا)-
الكثيرون يشتكون من الأصوات السلبية الجانبية. تحبطهم، وينضب حماسهم وشغفهم نحو أحلامهم. فتبدو لهم الدنيا سوداء، ومن المستحيل أن يصلوا إلى أي شيء. لكن لا يجب أن تستمع لهذه الأصوات، مهما تزايدت وتعالت، تأكد من أنك لو تجاهلتها وأكملت طريقك سوف تصل إلى نقطة لن تسمعها أبداً فيه حتى لو استمرت. وتذكر أيضاً أن الهجر الجميل يكون خالياً من الكره والغضب تجاههم، وهذا سوف يريح قلبك، ويزيدك حباً بنفسك وأحلامك. ولا تنسى بأن الأفعال هي التي تتكلم، فأفعالك هي ما سوف تسكت هذه الأصوات.

إفتح آفاقاً جديدة بالتعلم-
كن دائماً محباً للعلم واستكشاف المجهول. عندما تتعلم شيئاً جديداً، فأنت تفتح باباً على عالم ذو أفق لا نهائي. وفي هذه الآفاق، ستكون هناك الكثير من الفرص والإمكانيات تنتظرك. قد تجد نفسك هناك، ومستقبلك، وأحلاماً جديدة. ستزداد حرية، لأن حرية البشر هي حرية فكرهم. تذكر دائماً بأن العالم كبير، فلا تنظر له أو تقيسه من خلال محيطك فقط، بل فكر دائماً بإختلاف واتساع هذا العالم المليء بالحضارات ووجهات النظر المختلفة. ولا يجب أن تسافر خارجاً بالضرورة لتفهم هذه الأفكار، فالقراءة بأنواعها كفيلة بهذا، وفي نظري أعتقد بأنها أعمق مما قد تراه عيناك.

التركيز-
الناس في هذا العصر تفتقد أهم عنصر في هذه الحياة، التركيز. قد لا تشعر بهذا، ولكن هذا حقيقي. أذهان الناس متشتتة من كمية المعلومات التي تحيطها وتستقبلها بلا نهاية كل يوم من برامج التواصل الإجتماعية مثلاً. هذه الجمل القصيرة والفيديوهات المتقطعة عدو للتركيز أيضاً؛ فهي تعوّد العقل على استقبال الأفكار القصيرة، وهكذا لن يستطيع الفرد تحليل  وتبسيط الأفكار المعقدة والطويلة المستمرة. (لقراءة المزيد عن هذا: هنا) يجب على المرء أن يعود نفسه على التركيز في كل الأوقات وكل اللحظات، لأنه إن لم يفعل فلن يستطيع فعل أي شيء. الإنسان لديه قدرة عظيمة ومدهشة على تحقيق المستحيل، لو ركز حواسه وطاقاته على ما بين يديه.

كن عميقاً وتأمل محيطك-
فكر بعمق دائماً، وافهم محيطك بطريقة مختلفة. ألن تكون الحياة مملة لو كنت تستقبل الأفكار والإنطباعات مثل الجميع؟ إن البشر أينما كانوا، ومتى ما كانوا، فهم يعيشون بطريقة متشابهة تقريباً. ما يجعلنا مختلفين حقاً، هي طريقة تفكيرنا. التفكير بعمق سيساعدك لتفهم الأشياء بطريقة مختلفة ومثيرة للإهتمام، وحياتك ستكون مختلفة تماماً. حتى لو كنت تنظر إلى نفس الشيء، سوف تفهمه وتفسره بطريقة مختلفة وتذكر بأنها ليست بالضرورة خاطئة، ما الخاطئ في نظري هو التفكير بسطحية فالعالم أعظم من هذا. تأمل كل شيء بعمق، واجلس دقائق بهدوء تفكر فيها في محيطك وتتصل به. تذكر أن ما يجري في الحياة حقاً، هو ما يجري في عقولنا.

رحلة فكرية-
يجب أن تضع هاتين الكلمتين في بالك دائماً. إنك في رحلة فكرية، ويجب أن تستفيد من كل ما تتعلمه بأقصى حد ممكن لكي تتشكل هذه الرحلة وتكون مميزة ومثمرة. كل يوم نحن نكبر ونتعلم مهما كان عمرنا، وأرى بأنه من التجاهل أن يمر يوم دون أن ندرك فيه الأشياء الجديدة التي تعلمناها. نحن محاطون بكم كبير من الحكمة والخبرات، لهذا لنستفد منها ونستثمر أوقاتنا بالشكل المناسب.

كن حكيماً ومحترماً-
قبل أن تقبل على أي شيء، فكر بالنتائج المحتملة. لا تجمح بدون تفكير حتى لو كنت تشعر بأن هذا من حقك. هناك أساليب حكيمة وموزونة للتعامل مع كل شيء، أنت فقط عليك التفكير. لا تنسى بأن الكثيرين قد يكونون مروا بما أنت فيه، فابحث عنهم وتعلم وادرس أساليبهم. أقرب مثال إلى البال هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف تعامل مع الكفار الذين أذوه وأطلقوا عليه أبشع الألقاب. كان صلى الله عليه وسلم حكيماً ومتزناً، فلنقدتي بشخصيته العظيمة.

تكلم لنفسك-
أحد المشاكل التي أعتقد بأن أكثر الناس يعانون منها، هي أنهم لا يتكلمون لأنفسهم. عندما تكون مظلوماً، وسلب حق من حقوقك، تكلم. السكوت لن ينفعك، ولا تنتظر أحداً لينقذك بل أنقذ نفسك، وخذ ما تريد بيدك. ولكن، مثل ما ذكر في النقطة أعلاه، يجب أن تكون متعقلاً وتعرف كيف تناقش من أمامك باسلوب حكيم وذكي وهادئ لتفسر له مكانك وكيف أنك لا تعتقد بأن ما فعله في حقك صحيح. عندما تتكلم لنفسك، يجب أن تكون لديك خلفية مثقفة وثرية بما تتكلم به، ويجب أن يشعر من أمامك بأنك متعلم وتعرف ما الذي تقوله. واستمر بالكلام، وتذكر أن الأفريقيين الأمريكيين تكلموا لسنوات وأجيال عن استعبادهم والعنصرية الغير منطقية ضدهم، وحتى اليوم لازالوا يتكلمون. وأبقي في بالك طول الوقت، أنه في كثير من الأحيان لا يكون الخلاف حول الهدف بل حول طريقة الوصول إليه، لهذا اختر وسائلك باتزان.

الحياة متزنة-
شيء أجده جميل جداً في الحياة ويستحق التأمل هو اتزانها ما بين الإيجابيات والسلبيات، ولا يطغى أحدها على الاخر مهما كان الشخص. نحن البشر، نحاول التعلم وصناعة الخبرات محاولين جعل حياتنا متكاملة، وهذا ليس خطأ بل هو جزء من طبيعتنا. لكن تذكر، نحن دائماً وأبداً محدودون، وهناك أشياء -قد نجدها سلبية أحياناً- يجب أن نقبل بها. الحكمة تكمن بتمييز هذه الأشياء وقبولها لكن دون أن توقفنا أو تردنا عن إكمال رحلتنا في إيجاد أنفسنا وأهدافنا.

هناك 5 تعليقات:

  1. مرا جميل الموضوع ايكا و مفيد جدا جدا بعطيك العافية

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً عزيزتي لولا، ويسعدن تعليقك.

      حذف
  2. اختيارك للكلمات رائع و طريقتك للسرد جميله!
    نقاط مفيده جدا! وتخليك تعرفين وين نقطه ضعفك ومنها تقوينها!

    مهما عشنا و تعلمنا بالحياه نحتاج نقرا كذا هرج من فتره و فتره! الانه يرجع طاقتنا و يعطي امل و يجدد الثقه
    شكرا لك ع هالتدوينه الرائع! يعطيك العافيه

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لك، يعلم ربي كيف كلماتك اسعدتني. الإنسان يحتاج يجدد نفسه وطاقاته من فترة لفترة، والكلمات لها وقع كبير على النفس.

      حذف
  3. كلمات عميقة .. شكراً إيكا :)

    ردحذف